الخميس، 8 ديسمبر 2016

وعاء الحساء ,, من بلاغة البلغاء

قيل في المثل العربي - أَبْلَغُ مِنْ قُسٍّ -
هو قُسُّ بن ساعدة بن حُذَافة بن زُهَير ابن إياد بن نِزَار الإيادي وكان من حكماء العرب وأَعْقَلَ من سُمِع به منهم وهو أول من كَتَب " من فلان إلى فلان " وأول من أَقَرَّ بالبعث من غير علم وأول من قال " أما بعد " وأول من قال " البينة على مَنْ ادَّعَى واليمينُ عَلَى من أنكر " وقد عُمِّر مائةً وثمانين سنة قال الأعشى :
وَأَبْلَغُ من قُسِّ وأَجْرَى مِنَ الذي ... بِذِي الغيل مِنْ خفَّانَ أَصْبَحَ خَادِرَا
وأخبر عامر بن شَرَاحيل الشعبيُّ عن عبد الله بن عباس أن وَفْدَ بكر بن وائل قَدِمُوا على رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما فَرَغ من حوائجهم قال : هل فيكم أحد يعرف قُسَّ بن ساعدة الإيادي ؟ قالوا : كلنا نعرفه قال : فما فَعَلَ ؟ قالوا : هلَكَ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : كأني به على جَمَل أحمر بعُكَاظ قائماً يقول : أيها الناس اجْتَمِعُوا واسْتَمِعُوا وَعُوا كل مَنْ عاش مات وكل مَنْ مات فَاتَ وكل ما هو آتٍ آت إن في السماء لَخَبراً وإن في الأرض لَعِبَراً مِهَاد مَوْضُوع وَسَقْف مَرْفوع وبِحار تَمْوج وتجارة تَرُوج ولَيْل دَاجٍ وسماء ذاتُ أَبْرَاجٍ أَقْسَمَ قُسٌّ حقا لئن كان في الأرض رِضاً ليكونَنَّ بعده سخط وإن للّه عَزَّتْ قُدْرته دِيناً هو أَحَبُّ إليه من دينكم الذي أنتم عليه مالي أرى الناس يذهبون فلا يرجعون ؟ أَرَضُوا فأقاموا أو تُرِكُوا فناموا ؟ ثم أنشد أبو بكر رضي الله عنه شعراً حَفِظه له وهو قوله :
في الذاهبين الأوَّلِي ... نَ ( الأولين ) من القُرُونِ لنا بَصَائرْ
لما رأيت مَوَارِدا ... للمَوْتِ ليس لها مَصَادِرْ
ورأيت قومي نَحْوَها ... يَسْعَى الأصاغرُ والأكابرْ
لا يَرْجِعُ الماضي إِلىَّ ... ولا من الباقين غَابِرْ
أَيْقَنْتُ أني لا مَحَا ... لَةَ ( محالة ) حيثُ صار القومُ صائرْ


نرجو الله أن ينفع به من أراد ومني أجمل التحية ..:Rose::Rose::Rose::Rose:



منقول من كتاب : مجمع الأمثال للنيسابوري


وعاء الحساء ,, من بلاغة البلغاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق