الأحد، 11 ديسمبر 2016

قصيدة ومعنى ,, وقد عز القائل .

قصديدة وصفية قوامها الغزل ومتنتها الوصف تعدد إسنادها !!.
منهم من قال هي للخليفة الأموي يزيد بن معاوية وآخرون أسندوها للواواء الدمشقي ,
وبغض النظر عن صحة الإسناد فهي قصيد من أمهات الشعر العربي بلا منازع
حوت من التشبيه والبلاغة ما جعلها الفريدة في هذا المجال , وقد جاء فيها :

نَالَتْ عَلى يَدِها مَا لَمْ تَنَلْهُ يَدِي .. نَقْشاً عَلَى مِعْصَمٍ أَوْهَتْ بِهِ جَلَدِي
كأَنَّهُ طُرْقُ نَمْلٍ في أَنامِلِها .. أَوْ رَوْضَةٌ رَصَّعَتْها السُّحْبُ بِالْبَرَدِ
كأَنَّها خَشِيَتْ مِنْ نَبْلِ مُقْلَتِها .. فَأَلْبَسَتْ زَنْدَها دِرْعاً مِنَ الزَّرَدِ
مَدَّتْ مَوَاشِطَها في كَفِّها شَرَكاً .. تَصِيدُ قَلْبِي بِهِ مِنْ داخِلِ الجَسَدِ
وَقَوْسُ حَاجِبِها مِنْ كلِّ نَاحِيَةٍ .. وَنَبْلُ مُقْلَتِها تَرْمِي بِهِ كَبِدِي
وَعَقْرَبُ الصُّدْغِ قَدْ بَانَتْ زُبانَتُهُ .. وَنَاعِسُ الطَّرْفِ يَقْظانٌ عَلى رَصَدي
إِنْ كانَ في جُلَّنارِ الخَدِّ مِنْ عَجَبٍ .. فَالصَّدْرُ يَطْرَحُ رُمَّاناً لِمَنْ يَرِدِ
وَخَصْرُها ناحِلٌ مِثْلِي عَلى كَفَلٍ .. مُرَجْرَجٍ قَدْ حَكى الأَحْزَان في الخَلَدِ
إِنْسِيَّةٌ لَوْ بَدَتْ لِلْشَّمْسِ ما طَلَعَتْ .. مِنْ بَعْدِ رُؤْيَتِها يَوْماً عَلى أَحَدِ
سَأَلْتُهَا الوَصْلَ قَالَتْ أَنْتَ تَعْرِفُنا .. مَنْ رَامَ مِنَّا وِصالاً مَاتَ بِالكَمَدِ
وَكَمْ قَتِيلٍ لَنَا في الحُبِّ مَاتَ جَوىً .. مِنَ الغَرامِ وَلَمْ يُبْدِئْ وَلَمْ يُعِدِ
فَقُلْتُ أَسْتَغْفِرُ الرَّحْمنَ مِنْ زَلَلٍ .. إِنَّ المُحِبَّ قَلِيلُ الصَّبْرِ وَالجَلَدِ
قَالَتْ وَقَدْ فَتَكَتْ فِينا لَوَاحِظُها .. مَا إِنْ أَرى لِقَتِيلِ الحُبِّ مِنْ قَوَدِ
إِنْسِيَّةٌ لَوْ رَأَتْها الشَّمْسُ ما طَلَعَتْ .. مِنْ بَعْدِ رُؤْيَتِها يَوْماً عَلى أَحَدِ
كَأنَّما بَيْنَ غاباتِ الجُفُونِ لَها .. أُسْدُ الحِمامِ مُقيماتٍ عَلى الرَّصَدِ
قَدْ خَلَّفَتْنِي طَريحاً وَهْيَ قَائِلَةٌ .. تَأَمَّلوا كَيْفَ فِعْلُ الظَّبْيِ بِالأَسَدِ
وَاسْتَرْجَعَتْ سَأَلَتْ عَنِّي فَقِيلَ لَهَا .. مَا فِيهِ مِنْ رَمَقٍ دَقَّتْ يَداً بِيَدِ
وَأَنْشَدَتْ بِلِسَانِ الحَالِ قَائِلةً .. مِنْ غَيْرِ كُرْهٍ وَلا مَطْلٍ وَلا جَلَدِ
وَاللَهِ مَا حَزِنَتْ أُخْتٌ لِفَقْدِ أَخٍ .. حُزْني عَلَيْهِ وَلا أُمٌّ عَلَى وَلَدِ
وأَمْطَرَتْ لُؤْلُؤاً مِنْ نَرْجِسٍ وَسَقَتْ .. وَرْداً وَعَضَّت عَلَى العُنَّابِ بِالْبَرَدِ
فَأَسْرَعَتْ وَأَتَتْ تَجْرِي عَلَى عَجَلٍ .. فَعِنْدَ رُؤْيَتِها لَمْ أَسْتَطِعْ جَلَدِي
وَجَرَّعَتْنِي بِرِيقٍ مِنْ مَرَاشِفِها .. فَعَادَتِ الرُّوحُ بَعْدَ المَوْتِ فِي جَسَدِي
هُمْ يَحْسُدُوني عَلَى مَوْتِي فَوا أَسَفِي .. حَتَّى عَلَى المَوْتِ لا أَخْلوُ مِنَ الحَسَدِ

نتنمى أن تنال إعجابكم ومني أجمل التحية والتقدير ..:Rose::Rose:


منقولة من دواوين الشعر


قصيدة ومعنى ,, وقد عز القائل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق